nawaim مشرف
المساهمات : 100 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: أمنيات مؤلمة الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:53 am | |
| طرحت على الطالبات الصغيرات في مدرستي الابتدائية سؤالًا عن أمانيهن في الحياة .. وتعددت الأمنيات، لكن المفاجأة كانت أن هناك أمنية واحدة تكررت وكانت القاسم المشترك بين عشرات الأمنيات، وهذه الأمنية هي أن تحترق المدرسة.. تقفل المدرسة.. تحصل أي كارثة لتغلق المدرسة أبوابها كالحرب مثلًا.. فشدني الأمر وقررت مناقشته في حصة النشاط مع هذه العقول الصغيرة التي اختارت نافذة العلم لتغلقها رغم أنها أحوج ماتكون إلى نسيمها وهوائها.. اشتد الحوار ، وزادت الرغبة إلحاحًا لدى الجميع.. نعم، الجميع بلا مبالغة. لماذا ياصغيراتي؟ حسنًا،، لاداعي لـ«لماذا» الآن، لأن عمرها طويل بطول جلوسكن على مقاعد المدرسة.. ولكن دعونا في الأمنية نفسها، قلن حسنًا.. إليك المشهد الجميل. ننام ذات ليلة بعد يوم ممل وطويل وكئيب، عبارة عن صباح يظهر فتظهر الهموم، أمّ توقظ ابنتها وتحثها على النهوض، إلى أين؟ إلى المدرسة. البنت نامت متأخرة.. لماذا؟ لكي يتأخر «بكرة».. عندما ننام باكرًا يأتي الغد بسرعة.. وغدًا كما تعلمون ليس العيد، ولن نذهب فيه للملاهي مثلًا، أو نلتقي بصديقاتنا في جو من الألفة والمرح أو نتعلم شيئًا مثيرًا لم نتعلمه من قبل. نحن نتعلم القراءة والكتابة في الروضة، ونستمتع بذلك كثيرًا، ولكن في المدرسة نعيد تعلم القراءة والكتابة في أول وثاني وثالث، أما في رابع وخامس وسادس فنتعلم القراءة والكتابة!! تنهض البنت متثاقلة، لكن يتنامى إلى سمعها الخبر السعيد، البارحة شب حريق هائل في المدرسة ، وأتت النيران على كامل المبنى المدرسي!! تطير الفتاة من فراشها كطير حر.. وتنطلق نحو المدرسة بسرعة صاروخ وهي التي كانت تقطع المسافة القصيرة بين بيتها والمدرسة في ربع ساعة، رغم أنها لا تحتمل 4 دقائق، لكن «على أيش العجلة؟». تظن أنها ستحوز قصب السبق وتكون أول الحاضرين للمدرسة لأول مرة في تاريخها غير المشرف. لكن المشيعين كُثر ، وقد سبقوها من جميع أطراف الحارة.. الدموع تنساب من العيون، إنها دموع الفرح والسعادة!! المديرة تقف عاجزة، والمعلمات بين حزينة وصامتة وسعيدة ولكن في سرها. الطالبات يدعين أن تبقى النار مشتعلة، والدفاع المدني يبذل جهده، ولكن هناك من يعيق عمله!! المديرة تتوعد الطالبات المشاغبات، لكن الطلاب قاموا بأدوار إيجابية لإطفاء الحريق. أحدهم صرح أنه فعل ذلك لأنه لا يطيق رؤية البنات حرات طليقات بلا مدرسة بينما مدرسته لم تحترق للأسف!! مشاهد كثيرة تخيلتها الطالبات تبدو في غاية الدقة، في المساء سيجتمعن لإقامة حفل تأبين للمدرسة ، حيث لابد من ذكر محاسن المدرسة. الله يرحمها كانت أحسن سجن في العالم، طول عمرها وهي تراعي كتم حريتنا وتهتم بكبت مشاعرنا، وتحرص على الحد من نمو عقولنا وتنوع في أساليب عقابنا، ما بين الوعيد والتهديد والتجريح، إذا أفلتنا من الضرب. الله يرحمها مسحت الألوان من حياتنا، فأيام الأسبوع كلها لونها أسود ماعدا الخميس والجمعة، الله يرحمها كانت أهدافها سامية وعليا ونبيلة، لكنها لم تحقق منها أي هدف على الإطلاق.
فاطمة السهيمي ـ القنفذة almarefah.com | |
|